يعرف الأطفال ما هي الأموال من عمر الثلاث سنوات، وتبدأ تتشكل عندهم عادة صرف الأموال منذ سن السابعة، هل سيكون طفلكم مسرفاً أم مقتصداً هو أمر بيدكم…… . كيف هذا؟ لنعد إلى أصل الحكاية.
حان وقت الدفع، تجربة عاشها كل الأطفال. منهم من يخجل، ومنهم من يبدأ برسم أحلامه عن طريقة صرف المال قبل أن يضعه في جيبه حتى. كم كانت أموالاً مباركة مهما صرفت منها لا تنتهي. أما الأطفال الآن فيتعرفون على مفهوم المال من الألعاب الإلكترونية. مثلاً مقابل المال يزرع مزرعته الافتراضية بالبذور، يجمع اموالاً أكثر حتى يحولها الى حقل عن طريق شراء الأدوات اللازمة.
بالمناسبة لأفلام الكرتون دور مهم في تشكيل اللاوعي الخاص بالطفل: المال هو المال حتى لمن يتعامل بالذهب.
حدثني أحد الأصدقاء عن أبنه الذي يرفض أن يختن، يقول " إذا كنت سوف أحصل على الليرات الذهبية الكبيرة كما في الأفلام فأنا أقبل".
يبدو أن هذا السيد الصغير قد فهم أهمية المال في حياته مبكراً، ويساوم منذ الآن للحصول على أكبر قدر ممكن من الذهب.
كونوا نموذجاً مالياً يحتذى به لأولادكم
حسب دراسة قامت بها جامعة كامبردج فإن الأطفال يبدأون بتشكيل عاداتهم في صرف الأموال منذ سن السابعة لكن علاقتهم بها تبدأ منذ سن الثالثة. السن الذي يبدأ فيه الأطفال بأخذ مصروف ثابت هو بين السادسة والسابعة، هل يكون مسرفاً أم مقتصداً هو أمر يعود بشكل واضح وصريح إلى الأبوين. حتى أن دراسة لجامعة كانساس الامريكية اقترحت أن بذور عادات الطفل المالية يجب زرعها منذ سن الخامسة.
حسب الأخصائيين فإن الأطفال يقلدون سلوكيات آبائهم المالية ، أي أن كل ما تصرفونه يسجل وتحت المراقبة. أخبرني ذات مرة أحد أصدقائي عن ابنته ذات العامين، عندما أعطيها مصروفها ترتسم ابتسامة عريضة على وجهها ولا تعرف ماذا تفعل بالمال فتبدأ بتقليد من هم في المنزل وتحاول وضع النقود في جيوبها بحماسة من ربح اليانصيب.
من أهم المواضيع التي تدور في رأس الطفل عن النقود هي مسألة ماكينات سحب النقود "ATM". تقول ابنة أحد أصدقائي " هل تعلمون، أذهب مع خالتي كل يوم إلى إحدى الماكينات ونأخذ ما نشاء من المال ثم نذهب إلى التسوق". بالنسبة لها فإن خالتها تملك قدراً لا نهائياً من النقود.
في كتابها "Kids and money" تقول الكاتبة "jayne pearl"
يجب أن نوضح للأطفال ما هي آلات ATM وأن النقود لا تأتي من الهواء وأنها محدودة وليست لا نهائية، عندما تسحبون النقود من الآلة وعلى الرغم من ظهورهم بمظهر اللامبالي تعمدوا قول" لقد وضعت النقود التي حصلتها لقاء عملي والآن أقوم بسحبها".
الأطفال الذكور لا يكتفون من الزيادة
وجدت دراسة في بريطانيا أن الأطفال الذكور يحصلون على مصروف شخصي أكثر من الإناث، وعلى الرغم من ذلك لا يكون راضياً ويطالب بالزيادة دائماً. أتذكر من طفولتي أن أخي الأكبر كان أكثر إسرافاً مني، شجعني على أن نشتري بمصروفي الشخصي الذي جمعته على مدى أشهر لعبة سلاح يطلق مادة رغوية، وعند انتهائه ندمت كثيراً، فقط لأنه أراد أن يلعب لعبة الحرب في المنزل.
في الحقيقة أنا لا أعتبر أقل منه، في إحدى المرات عندما كنت في الصف الثاني حصلت على مصروف شهر كامل دفعة واحدة، فاشتريت بها كلها حلوى جديدة باهظة ووزعتها على طلاب الصف، وعندما سألني أبي في المساء عن النقود قلت له "لاشيء اشتريت بها حلوى لأصدقائي".
كل شيء هو درس مالي
في كتابه "Get A Financial Life" يعطي الكاتب "Beth Kobliner" هذه التوصيات للأبوين.
من 3-5 سنوات
لا تشتروا له كل ما يطلبه، على سبيل المثال أخبروه أن الشيء الذي يريده سوف تهدونه إياه في عيد ميلاده، أعطوا أطفالكم ثلاث علب أو مرطبانات واحدة للمصروفات وواحدة للتجميع وواحدة للمشاركة، واطلبوا منه تقسيم ما يصل إليه من نقود على هذه العلب أو المرطبانات، وليكن لديه هدف يريد شرائه أو لائحة من الأهداف، وأخبروه بالمدى الذي وصل إليه لتحقيق هدفه.
من 6-10 سنوات
إنه وقت إخباره بضرورة إتخاذ القرار الصحيح بشأن النقود، اغرسوا فيه أن النقود محدودة وأنه يجب أن يقرر كيف تصرف، ليكن له دور في مخططاتكم، مثلاً" لقد اشتريت من هذه لأني كنت سأخسر إذا اشتريت من الأخرى، نوعية هذه وطعمتها لا تختلف كثيراً عن الباهظة".
اعطوه النقود عند تسوقكم معه، مثلا ليقرر أي صنف من الفواكه يريد بالنقود التي معه، فكروا بصوت عالي أثناء التسوق" لقد اشتريت هذه لأني احتاجها حقاً الآن، لم آخذ الأخرى لأني أستطيع تدبر أمري للأسبوع القادم".
من 11-13 سنة
خططوا مع أولادكم كم تستطيعون الادخار هذا الشهر، ليس المهم الكم نقطة وراء نقطة تصنع بحيرة، أخبروه أن الليرات التي يصرفها كل يوم على كيس الشيبس يستطيع أن يشتري بها شيئاً كبيراً آخر السنة.
تكلموا معه بالأرقام، مثلاً" إذا ادخرت كل شهر 100 ليرة من عمر 15 سنة يصبح لديك في آخر السنة 1200 ليرة وبعد 50 سنة عندما يصبح عمرك 65 سنة يكون لديك 60 ألف ليرة لكن إذا بدأت الادخار بعد الثلاثين سوف يكون لديك فقط 42 ألف ليرة".
من 14-18 سنة
تكلموا معه بصراحة عن مصاريفه العامة ومصاريف مدرسته، وليعرف كم يصرف في السنة ، ولتخططوا معاً عما يريد فعله بعد التخرج وكم سوف يربح في الشهر وغير ذلك.
لا تتخطوا هذه النقاط
- لا تقولوا "وماذا يفهم؟" إن المصروف له دور كبير في تعزيز الإحساس بالمسؤولية والمنطق الحسابي عند الطفل ولا يجب التقليل من أهميته، لكن توخوا عند تحديد مصروفه أن يكون بالقدر الكافي لجذب اهتمامه ولا يكون كبيراً بالمقدار الذي يفتح له أبواب الإسراف.
- تحدثوا بصراحة عن ما تتوقعون منه فعله بمصروفه، وما هي الاحتياجات التي يستطيع تأمينها بهذا المبلغ والتي لا يستطيع تأمينها بوضوح وبدون خجل.
- لا تنتظروا منه أن يأمن احتياجاته الأساسية من مصروفه الخاص.
- من الصعب تحديد المصروف المناسب لكل عمر لكن عليكم أن تحاولوا تحديده بناءً على البيئة المحيطة و دخل الأسرة وغير ذلك ، واعيدوا دراسة الموضوع مرة أخرى مع تقدم سنه.
- إعطاؤه أكثر مما يحتاج يفتح ابواباً أنتم بغنى عنها ، كما أن اعطاءه أقل مما يحتاج يجعله يبتعد عن أقرانه ويزيد من عدم ثقته بنفسه.
- لا تعاقبوا أولادكم بقطع المصروف عنهم أو أخذ جزء منه
- إذا لم يستوعب الطفل مبدأ المصروف تستطيعون البدء بمصروف يومي ثم إذا أحسستم أنه بدأ يستوعب تنتقلون الى المصروف الأسبوعي والشهري.
- لا تعطوه كل ما يطلب لكن تجنبوا الكلمات القاسية مثل " لا نملك المال" حاولوا أن تخبروه بشكل ملائم.
- اسمحوا له أن يخطئ، وتذكروا الخطأ من أساليب التعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.